user preferences

New Events

North Africa

no event posted in the last week

المجلس العسكرى المصرى يروج للصراع الطائف 

category north africa | repression / prisoners | opinion/analysis author Thursday October 20, 2011 19:44author by هوسيه أنتونيو جوتيرز - تامر موافى Report this post to the editors

نتائج ما كان بالأمس (التاسع من أكتوبر 2011) كانت مفزعة: قتل 25 على الأقل بدم بارد من قبل المجلس العسكرى و أصيب 270 بإصابات بالغة و إستمرت المواجهات حتى صباح اليوم. و لكن المصريين قد أصبح واضحا بالنسبة لهم أن عدوهم لا تحدده العقائد إن عدوهم هو الطبقة الطفيلية الحاكمة التى إختطفت ثورة الشعب و هو الدولة التى تسحق المبادرة الحرة للجماهير و التى يتجلى أكثر نماذجها إلهاما فى اللجان الشعبية التى إزدهرت فى يناير.
[Castellano] [Français] [English]

460_0___30_0_0_0_0_0_webcairo_jpg_1328775cl8_2.jpg


المجلس العسكرى المصرى يروج للصراع الطائفى و يقمع المتظاهرين

المجلس العسكرى فى مصر يزداد عزلة عن الجماهير المصرية فى كل يوم. لقد هتفت الجماهير فى يوم ما قبل سقوط مبارك مباشرة "الجيش و الشعب، إيد واحدة". و لكن الآن أصبحت الهوة الفاصلة بينهما أكثر وضوحا، فبينما لا تزال الجماهير تعانى من عدم المساواة و الفقر و العنف و المحاكمات العسكرية للمدنيين، يعمل المجلس العسكرى على التأكد من أن "الإنتقال إلى الديموقراطية" لا يتعدى كونه كلمات فارغة من أى مضمون. فهم يبذلون كل ما فى وسعهم للتأكد من أن يبقى كل شيئ على حاله. فقد يكون صحيحا أن الشعب قد أسقط القائد الأعلى للقوات المسلحة و لكن جهازه القمعى قد ترك دون أن يمس، و دور العسكر و على رأسهم المشير طنطاوى هو الحرص على ألا يتم تحدى الوضع القائم. هذه هى ملامح الإنتقال إلى الديموقراطية كما تروج له الولايات المتحدة الأمريكية و النخبة العسكرية و المدنية فى مصر. فقد ذهب الديكتاتور لكن كل شيئ آخر باق على حاله.

و لكن صبر الشعب قد بدأ فى النفاذ مع تطور الأحداث. و شهدت الأسابيع الأخيرة تظاهرات كبيرة و إضرابات و إعتصامات لطلبة الجامعة فى الأسكندرية و للأطباء و المدرسين و عمال هيئة النقل العام مطالبين بحقوقهم المباشرة، كما شهدت الآلاف فى ميدان التحرير يطالبون بإنهاء حالة الطوارئ و وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين و تنحى العسكر عن الحكم. إن الشعب مستعد للدفاع عن ثورته و رد المجلس العسكرى كما كان متوقعا هو القمع و العنف و الأكاذيب و الخداع و حرب إستنزاف ضد الجماهير.

و لكنه و ليظهر وجهه الحقيقى كإمتداد لنظام مبارك الكريه قد أقدم بقدر كبير من إنعدام المسئولية على إثارة شبح الطائفية بين المسلمين و الأقباط. لقد بدأ ذلك منذ إبريل بتشجيع هجمات يقوم بها خليط من السلفيين و البلطجية ضد مجتمع الأقلية المسيحية و ذلك بهدف لفت الأنظار عن المشاكل الحقيقية لمصر و لتفتيت وحدة الكتلة الجماهيرية. و هو يأمل بذلك أن يتحول الكفاح الجماعى للجماهير إلى حرب تصفية عقائدية. و هم يدفعون كلابهم لمهاجمة الكنائس و المجتمعات المسيحية و يتركونهم يعملون بحصانة كاملة ثم يديرون و جوههم بعيدا. إن هذا يثبت أيضا التحالفات فى الخلفية بين جماعات الإسلام السياسى المحافظة و التى غادرت صف الثورة لتتحول إلى الدفاع عن الوضع القائم و بين التكنوقراط و العسكر ، و ليفوز الصفوة فى جماعة الإخوان المسلمين بنصيب من الكعكة. لقد فقد المجلس العسكرى تأييد روحا الثورة ، الشباب و المرأة و معهما تأييد كل العناصر التقدمية و لم يبق له إلا الوجه القبيح للسلفية المحافظة. فهؤلاء ينددون الآن بالمتظاهرين و الثوار و هم فى خندق واحد مع العسكر بما يعنى أنهم فى وحدة واحدة ضد الثورة و ضد الشعب.

فى الأسبوع الماضى سمح للعصابات السلفية أن تحرق و تسلب كنيسة فى أسوان طوال خمس ساعات إضافة إلى عدد من منازل المسيحيين المجاورة. ردا على ذلك خرج المسيحيون فى القاهرة مع العديد من المسلمين لتنظيم وقفة سلمية بالشموع أمام مبنى إتحاد الإذاعة و التليفزيون فى ماسبيرو. الرد الرسمى كان وحشيا فقد أرسلوا بالمدرعات لتدهس المتظاهرين (كما يوضح الفيديو) و أطلقوا الرصاص الحى عليهم. و إضافة إلى ذلك أوقف العسكر بالقوة البث المباشر للأحداث من قناتى 25 و الحرة لأنه أوضح أعمال الشغب من ماسبيرو فى إتجاه التحرير. فى الوقت نفسه إستخدم التليفزيون الرسمى الخطاب الطائفى فدعى المتظاهرين السلمى بالمحرضين و دعا الناس إلى الدفاع عن جيشهم فى مواجهة هؤلاء المتظاهرين المسيحيين. و هى دعاوى أمدت عصابات البلطجية و السلفيين المعاونين للعسكر فى قمع و مهاجمة المتظاهرين بالغطاء الكافى لأعمالهم.

رد فعل الجماهير سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين كان قويا و مقاوما فقد قاتلوا بشجاعة مستخدمين الحجارة و زجاجات المولوتوف فى مواجهة 1000 جندى مدججين بالسلاح إضافة إلى معاونيهم من البلطجية و بدلا من السقوط فى الفخ و السماح للصراع بالإنزلاق إلى حفرة الطائفية هتفوا "مسلم مسيحى إيد واحدة!” و "الشعب يريد إسقاط المشير!” فى إشارة إلى طنطاوى. و أظهر الشعب المصرى أن بإمكانه تحويل محاولات المجلس لدفعه إلى صراع طائفى إلى تحد مفتوح للحكام العسكريين الذين لجأوا إلى تكتيكات يائسة للإحتفاظ بسلطتهم و شرعيتهم المتضائلة.

نتائج ما كان بالأمس (التاسع من أكتوبر 2011) كانت مفزعة: قتل 25 على الأقل بدم بارد من قبل المجلس العسكرى و أصيب 270 بإصابات بالغة و إستمرت المواجهات حتى صباح اليوم. و لكن المصريين قد أصبح واضحا بالنسبة لهم أن عدوهم لا تحدده العقائد إن عدوهم هو الطبقة الطفيلية الحاكمة التى إختطفت ثورة الشعب و هو الدولة التى تسحق المبادرة الحرة للجماهير و التى يتجلى أكثر نماذجها إلهاما فى اللجان الشعبية التى إزدهرت فى يناير.

نحن نقف متضامنين مع الضحايا و نؤكد أن كل شهيد لهم هو شهيد لنا.

نحن نندد بالترويج غير المسؤول للصراع الطائفى من قبل السلطات العسكرية.

نحن نندد بإختطاف الثورة من قبل عصابات طنطاوى.

نحن نندد بالمذبحة المفزعة التى تظهر بوضوح حقيقة المجلس العسكرى لكل صاحب عينين.

نحن ندعو إلى وحدة الجماهير المصرية لإسقاط آخر ما تبقى من نظام مبارك و من ثم تفتح الباب لحياة جديدة.


هوسيه أنتونيو جوتيرز

تامر موافى

This page can be viewed in
English Italiano Deutsch
© 2005-2024 Anarkismo.net. Unless otherwise stated by the author, all content is free for non-commercial reuse, reprint, and rebroadcast, on the net and elsewhere. Opinions are those of the contributors and are not necessarily endorsed by Anarkismo.net. [ Disclaimer | Privacy ]