user preferences

New Events

Mashriq / Arabia / Iraq

no event posted in the last week

أفكار حول الثورة السورية

category mashriq / arabia / iraq | miscellaneous | opinion/analysis author Wednesday May 04, 2011 21:41author by مازن كم الماز - الحوار المتمدن - العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 Report this post to the editors

إن النظام السوري يريد اليوم من خلال فزاعة الفتنة الطائفية أن يحقق عدة أهداف [Français] [Castellano]
protestassiria.jpg

1 –
إن النظام السوري يريد اليوم من خلال فزاعة الفتنة الطائفية أن يحقق عدة أهداف , أولا تشويه ثورة الشارع السوري في سبيل الحرية , و ثانيا تكريس الخوف من الآخر و تكريس انكفاء الناس إلى ذواتهم و الابتعاد عن أي فعل مستقل أو عن أي تفاعل أو حوار من بقية أفراد المجتمع دون وصاية أجهزة أمن النظام , يجعل الاستبداد الحوار مع الآخر ناهيك عن العمل معه مستحيلا , يقطع الاستبداد أوصال الجماهير و يعزلها عن بعضها البعض , لأن الصمت الذي يفرضه على الجميع يستخدمه في نفس الوقت كحجة و ذريعة لتخويف الناس من بعضهم البعض و لإلغاء أية قدرة أو حتى رغبة في التفاعل و العمل المشترك مع الآخرين , هكذا فقط عندما يعزل البشر عن بعضهم و يحبسهم في دائرة الخوف و الملاحقة و المطاردة الدائمة , ليس فقط من أجهزته القمعية , بل أيضا من وهم الآخر و شبحه , هذا الآخر الشريك في المجتمع , في الأرض و المصير , عندها تصبح مؤسساته , و يصبح قمعه ضروريا لاستمرار الحياة في مجتمع مقطع الأوصال عاجز عن الحراك أو مسلوب القدرة على الحركة أو حتى التنفس , هذا هو الاستبداد بالتعريف , تعني الثورة هنا استعادة الناس لقدرتهم على الحوار الحر فيم بينهم و على الفعل المشترك الحر أيضا
2 –
الظلام الذي يخلقه القمع و الصمت المفروضين على الناس هو الذي يسهل على إعلام النظام و القوى الميهمنة الأخرى من خصومه حتى خلق وهم الكراهية و العداء بين المضطهدين , عندما لا يعرف الناس بعضهم البعض إلا من خلال "تحليلات" إعلام و أزلام النظام أو خصومه من القوى المهيمنة يمكن عندها لهؤلاء أن يقولوا أي شيء عن الآخر الطائفي , لا يعني هذا أن التفكير الطائفي غير موجود , لكنه أقزم بكثير مما يزعمه إعلام النظام , و هو إلى حد كبير نتاج لاستمرار القمع و الاستبداد و لممارسته الطائفية العلنية أو الخفية .. إن إعلام النظام و أزلامه لا يتحدث عن طائفية الشبيحة و ممارساتها القذرة و القبيحة ضد الآخر الطائفي , بل يريد البعض أن يصور هؤلاء القتلة المأجورين على أنهم يمارسون فقط عنفا ضد القوى الطائفية , الشبيحة اليوم , إلى جانب التكفيريين , هم الذين يخلقون الكراهية الطائفية في سوريا , إنهم في الواقع "تكفيريو" النظام , إن القوى الديمقراطية و اليسارية و العلمانية من الطائفة العلوية , و قبل هذه جميعا الجماهير العلوية التي يقمعها النظام و ينهبها كباقي السوريين , مطالبة اليوم بإدانة همجية هؤلاء المجرمين بقدر ما يجب على القوى المماثلة السنية إدانة أية دعوات تكفيرية أو اعتداءات همجية ضد طوائف الأقليات
3 –
النظام السوري و السعودي يستفيدان من بعضهما البعض دون أن يعني ذلك أنهما خصمين بالضرورة , إنها أقرب لخصومة موضوعية و ليست شخصية , إن الخصم الرئيسي لكل منهما هو شعبه و هما يستخدمان النظام الآخر في إطار تبرير قمع هذا الخصم الرئيسي , النظام السوري يستخدم اسم بندر بن سلطان ليحاول أن يظهره على أنه المدبر الحقيقي لاحتجاجات الجماهير السورية ضد الاستبداد و النهب الذي تعرضت و تتعرض له , النظام السعودي يستخدم الثورة السورية و خاصة الموقف المنافق للنظام الإيراني منها في محاولة لتغطية جرائمه في سحق الانتفاضة الشعبية في البحرين و الاثنان يحاولان تطييف الثورات العربية و اختزالها في صراعات طائفية همجية و غبية في محاولة لإخفاء الحرية ككلمة و كشعار مركزي في هذه الانتفاضات و لتشويه هذه الثورات و منع تحولها إلى تسونامي شعبي ديمقراطي يهدد كل الديكتاتوريات في المنطقة
4 –
النظام السوري و الإيراني و السعودي جميعها يتشابهون من حيث البنية و الممارسة , في سوريا أجهزة أمن و مخابرات عدة تملك صلاحيات مطلقة في قمع البشر وصولا إلى تعذيبهم و قتلهم , نفس الشيء في السعودية حيث يوجد جهاز المباحث سيء السمعة إضافة إلى هيئة الأمر بالمعروف القمعية , و كما هو الحال في سوريا يجري توريث هذه المهام القمعية في السعودية أيضا , الأمير محمد بن نايف يأخذ تدريجيا مكان والده في رئاسة مؤسسات القمع و في ممارسة سياسات استباحة الناس و قمعهم المنفلت و في سوريا "سطع نجم" ماهر الأسد مؤخرا , هذا الذي يحاول أن يثبت في درعا أن يستحق خلافة عمه جزار حماة و تدمر , نفس الشيء يصح على النظام الإيراني أيضا رغم أن التوريث هنا يبقى في إطار المؤسسة الدينية و لا ينحط إلى مستوى عائلي بحت
5 –
موقف قوى 8 آذار مارس من الثورة السورية مخجل , هذا إذا استخدمنا عبارات مهذبة , بما في ذلك , أو خاصة موقف حزب الله , بمحاولتها التستر على جرائم النظام السوري , و موقف قوى 14 آذار مارس أيضا مقرف و مثير للتقزز , بدعمها الموقف السعودي في تطييف الثورة السورية و البحرينية و إظهارها أن الشعب السوري يثور فقط لتغيير طاغية علوي بآخر سني , هذا ليس فقط هراء , بل وقاحة و كذب , إنهم لا يكترثون للششعب السوري أو لحريته , بل يعتقدون أن الثورة السورية بإضعافها أحد خصومهم الإقليميين ستقوي موضوعيا من قوتهم في التنافس على التحكم بالشعب اللبناني و نهب ثرواته , إنهم يريدون غسل أيدي سادتهم جزاري دوار اللؤلؤة و أن يختزلوا ثورة الجماهير السورية المنتفضة في قضية دين أو طائفة الطاغية او الحرامي , أي عن أي مقدس , يجب أن يحكم سوريا , لأن هذه هي أيضا هي الطريقة التي يرون بها الصراع في لبنان و المنطقة , صراع بين قوى قمعية سلطوية وقحة و حتى فاشية في استخدامها للورقة الطائفية ضد الآخر لدرجة التحضير لمجازر طائفية عند اللزوم للدفاع عن هيمنتها أو لفرض هيمنتها على قوى معادية سلطوية و قمعية و طائفية مثلها تماما , إن الثورة السورية تكشف اليوم قصور النظام الطائفي و القوى الطائفية بما في ذلك اليسار الموالي لإمبراطورية الحريري المالية الإعلامية الذي يروج لذات التطييف الحريري السعودي و أيضا حزب الله الذي يرى العالم و المنطقة و لبنان و سوريا من منظاره الطائفي الضيق , إن حرية السوريين العاديين لهذه القيادات الطائفية لا تعني بالنسبة لها أكثر مما تعني حرية اللبنانيين العاديين , إنها ليست إلا شعار إعلامي يستثمر دون أي يعني أي شيء إلا هيمنتها و سيطرتها أي في المحصلة بقاء اللبنانيين و السوريين العاديين في حالة خضوع و استلاب و تهميش و إقصاء لصالح هذه القيادات و لصالح النظام السوري , و كما يحاول النظام اليوم في سوريا أن يتحدث عن سوريا حرة أو ممانعة بينما يصر على أن يبقي الشعب السوري شعبا من العبيد فإن النظام الطائفي في لبنان , و كل القوى الطائفية المنهمكة في المساومات و الصراعات الطائفية على تقسيم كعكة السلطة و الثورة في لبنان , تعتبر نفسها ديمقراطيا و تسمي النظام الطائفي ديمقراطيا هذا النظام و تلك القوى التي يختزل كل لبناني إلى مجرد رقم في حساب زعيم طائفته , و كما يستخدم النظام السوري فزاعة الأصولية و الفتنة الطائفية بينما يمارس هو التمييز و القتل ضد الآخر الطائفي بكل حماسة , تفعل القيادات و الزعامات الطائفية نفس الشيء في لبنان , تتهم الآخرين بالطائفية و تمارسها هي بذات الحماسة و الرغبة .... لا يوجد إثبات أكبر من هذا اليوم للقول بأن الثورة السورية ضد النظام الشمولي في دمشق هي في نفس صف الثورة اللبنانية الشبابية لإسقاط النظام الطائفي , و أنها ليست كما يزعم الإعلام الحريري السعودي معادية لإيران أو للشيعة , إن الشيعة و الإيرانيين و كل إنسان على هذه الأرض يستحق الحرية مثلنا , و نتضامن مع نضاله في سبيل حريته , و نعتقد أن نضالنا هو واحد , و أن القوى القمعية السلطوية أو الأنظمة و إن تنافست فيما بينها إلا أنها من ذات الطبيعة , جميعها معادية لشعوبها أولا قبل أن تكون معادية لتطلعات الشعوب الأخرى في الحرية
6 –
النظام السوري يشتري الوقت فقط بالحديث عن الإصلاحات , في 1979 – 1980 في خضم الصراع الدموي يومها بين الإخوان و النظام قدم النظام يومها أيضا وعودا إصلاحية , حاول بها إسكات المعارضة الديمقراطية و أي حراك شعبي رافض لكل من "ثورة" الإخوان الدموية لفرض نظام شمولي ديني و للنظام البعثي الشمولي في نفس الوقت , بعد مجزرة حماة استدار النظام و سلط أجهزة أمنه على كل الطيف السياسي في سوريا , قمع الجميع من يساريين و ناصريين و قوميين خارج الجبهة , طبعا إلى جانب كل الإسلاميين من كل الأطياف و حتى غير المنظمين , و استكمل التدجين النهائي لأحزاب الجبهة , عمليا وجد أي ناشط سياسي نفسه في السجن لعقد و نصف تقريبا , فرض النظام الصمت بالقوة القمعية الوحشية و أقام دولة بوليسية انتهت بالتحضير للتوريث المخجل , و غرقت البيروقراطية الأمنية الدولتية العسكرية الحاكمة في نهب منفلت ( ما يسمى تخفيفا اليوم بالفساد ) , و جاءت السياسات النيوليبرالية فزادت الطين بلة , و بدأت قطاعات واسعة من الشعب السوري تعيش تحت مستوى الجوع ... وعود بشار الأسد "الإصلاحية" لا تختلف عن تلك التي "قطعها" جمال مبارك في مصر من قبل مثلا أو سيف الإسلام القذافي , بدأت أول هذه الوعود في عام 2000 , مع التربع على عرش السلطة , ثم تجددت في عام 2005 , باختصار مر 11 عاما من استمرار القمع و النهب , من الاستبداد بوجوه و أيدي جديدة , هم أبناء الراحل حافظ الأسد و بعض أقاربه , إن وعود الإصلاح اليوم هي بالضبط كتلك التي قطعها النظام عامي 1979 و 1980 , تهدف فقط لشراء الوقت حتى ينجز النظام قمع الانتفاضة الشعبية , و يستفرد بعدها مرة أخرى بالمجتمع و خاصة الطبقات الشعبية الأفقر , و يهدف من وراء هذه الوعود إلى إبعاد قسم من الشارع عن المشاركة في الانتفاضة قبل الانقضاض على المجتمع من جديد و إخضاعه بالحديد و النار و فرض الصمت من جديد و تكريس سوريا كسجن كبير لشعبها
7 -
الوضع على الأرض مختلف تماما عما يروج له إعلام النظام أو الإعلام الحريري – السعودي ... في درعا ليس للإسلاميين هناك أي دور رئيسي , الحراك عفوي إلى حد كبير و حتى الوجهاء و القيادات التقليدية و العشائرية هي تتمتع باحترام الشارع لكنها لا تقود الحراك هناك , و هناك يساريون من مشارب مختلفة يشاركون في هذا الحراك و قد اعتقل من جملة من اعتقل الرفيق وليد فارس مسؤول تيار قاسيون في درعا , حتى دوما أيضا لا يلعب الإسلاميون دورا ذا شأن فيها رغم طبيعة أهلها المحافظة , لا يمكنني الكلام فيما يتعلق ببانياس , لكني عرفت في الماضي أطباء من بانياس و أسرهم , أي من يتهمهم الصحفي أبي حسن في مقاله عن بانياس بشكل مقزز من الطائفية , و أعرف أنهم بعيدون تماما , أقول هذا عن معرفة شخصية , عن هذا المستوى المقرف من الطائفية الذي يصفه في مقاله , و إذا كانوا قد تغيروا في هذه الفترة فهذا تم في ظل القمع المطلق لكل شيء في البلد , أي أن هذا دليل أقوى على أن القمع هو في الواقع طريق مسدود , إلا إلى المقبرة فقط
8 -
نحن اليساريون و العلمانيون , الذين هزمهم القمع و دفعتهم مواقف قياداتهم و صراعاتها المخجلة إلى الإحباط , نحن نشكل اليوم قوة لا يستهان بها لكنها محبطة و مشتتة و فاقدة للهدف في ظل تغييب كامل للناس عن شيء اسمه سياسة , نحن قادرين مع الشباب السوري الثائر , شباب الانتفاضة السورية في سبيل الحرية , و مع الطبقات الفقيرة التي اضطهدها النظام و قمعها طويلا , قادرين على أن نخوض حوارا حرا مع كل المجتمع و أن نكرس وضعية جديدة , علاقات جديدة بين كل السوريين , تقوم على الحرية و العدالة و المساواة....لقد سقط نظامان عربيان استبداديان , ادعيا العلمانية و حاربا الأصوليين بالحديد و النار , لكن الأصوليين لم يستطيعوا رغم كل التهويل السابق أن ينقضوا على المجتمع بعد سقوط أجهزة أمن هذين النظامين , حتى الإخوان اليوم في مصر و النهضة في تونس مضطرون كل يوم ليؤكدوا على أنهم لا يسعون للسيطرة على السلطة و فرض آرائهم على الآخرين , ما نراه هو أن الحرية الجديدة , الناس في الشارع الذين كان النظام يتهمهم بالتخلف و السير كقطيع وراء رجال الدين , هم من يلجمون هذه القوى و يفرضون سقفا واحدا فوق الجميع هو سقف الحرية , و المساواة , للجميع ... هناك باختصار طريقتين لمحاربة الطائفية , واحدة بطائفية معادية , هذه الطريقة تخدم القوى المهيمنة و تسعى لتأبيد الاستغلال و الاستبداد و الاستلاب الذي تتعرض له الجماهير منذ عقود , و الأخرى عن طريق العلمنة الحقيقية القائمة على حرية الجميع و المساواة بين الجميع التي تعني حرية الجماهير و حقها في المساواة و العدالة في توزيع الثروة و المشاركة السياسية الحقيقية , و أيضا هناك طريقتين لمحاربة العنف الطائفي , إما عن طريق عنف أجهزة امن و قوى أخرى خارجة على القانون ( كالشبيحة ) منفلتة و همجية في درجة قمعها و الأخرى هي عن طريق حراك شارع حر مستعد لفعل أي شيء للدفاع عن حريته , و أخيرا هناك فقط طريقتين لكي نعيش : إما احرارا أو عبيدا , و لا يوجد بينهما نصف حالة ابدا

Related Link: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=1385&aid=255859
This page can be viewed in
English Italiano Deutsch
© 2005-2024 Anarkismo.net. Unless otherwise stated by the author, all content is free for non-commercial reuse, reprint, and rebroadcast, on the net and elsewhere. Opinions are those of the contributors and are not necessarily endorsed by Anarkismo.net. [ Disclaimer | Privacy ]